الإمام ناصر محمد اليماني
04 - ربيع الأول - 1442 هـ
21 - 10 - 2020 م
01:03 مساءً
(حسب التوقيت الرسمي لأم القرى [مكة])
الجواب بالحق:
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلاة وسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى خاتمهم؛ النبي الأمي محمد رسول الله، لا نفرق بين أحد من رسله ونحن له مسلمون، أما بعد...
سلام الله ورحمته وبركاته على حبيبي السائل في سبيل الله: (هل الدعاء يرفع العذاب إذا نزل؟)، وإليكم الجواب من الرب مباشرة. قال الله تعالى: فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ [يونس: 98]
وقال الله تعالى: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾
صدق الله العظيم [الدخان: 10-16]
ونعم، لا تجد تبديلًا لسنة الله عن سنن العذاب في الكتاب. تصديقًا لقول الله تعالى: وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾
صدق الله العظيم [الأنبياء: 11-16]
والآن البيان الحق لقول الله تعالى: قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ صدق الله العظيم؛ بمعنى أن دعواهم لم تزل، وهي الاعتراف بظلمهم ولكنهم لم يسألوا الله رحمته حتى جعلهم حصيدًا خامدين. وذلك لأن الإيمان بالله وحده والاعتراف بظلمهم لنفسهم لن ينفعهم ما لم يقترن بدعاء الرحمة فيقولوا: “ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين”؛ فهذا اعتراف بأنه ليس لهم إلا رحمة الله أرحم الراحمين، وذلك لأن الحجة قد قامت عليهم، فلن ينفعهم الإيمان وحده والاعتراف بظلمهم لأنفسهم ما لم يقترن بدعائهم لربهم بفضله ورحمته التي كتب على نفسه. فما تظنون سبب رفع العذاب عن قوم يونس رسول الله؟ إنما هو أنهم لما نزل بهم العذاب اعترفوا بظلمهم لأنفسهم، ثم علمهم عبد من عباد الله الصالحين أن يسألوا الله رحمته؟ فسألوا الله بفضله ورحمته التي كتب على نفسه أن يغفر لهم ويرحمهم ووعده الحق وهو أرحم الراحمين؛ بالرغم من أن سنة العذاب قد نزلت بهم، والتي لا ينفع الإيمان وحده إذا نزل العذاب، ولا الاعتراف بظلمهم لأنفسهم ما لم يقترن بسؤال الله رحمته ووعده الحق وهو أرحم الراحمين. ففي ذلك السر الخفي لرفع عذاب الخزي عن قوم يونس رسول الله -صلاة وسلامه عليه-. لقد غيروا مصيرهم بالدعاء إلى ربهم أن يرحمهم ووعده الحق وهو أرحم الراحمين. فلذلك غيروا سنة العذاب في الكتاب، فاستجاب لهم الله، إن الله على كل شيء قدير. تصديقًا لقول الله تعالى: فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ[يونس: 98]
وذلك لأن الله على كل شيء قدير. يجيب دعوة الداعي إذا دعاه مخلصًا له الدعاء بأنه ليس لهم إلا رحمته لتنجيهم. بل يرفعون حتى عذاب الساعة إذا نزل إذا تضرعوا إلى الله مخلصين له الدعاء معترفين بظلمهم لأنفسهم ومؤمنين برحمة الله أرحم الراحمين فيسألونه رحمته، ووعده الحق وهو أرحم الراحمين. ويرفع بسؤالهم رحمته حتى إذا نزل عذاب الساعة فيؤخره إلى أجل مسمى. وقال الله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢﴾
صدق الله العظيم [الأنعام: 40-42]
فلا توجد لدينا ألغاز في الفتاوى في دين الله، ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين! بل نفتي بالحق وندعو إلى صراط الله العزيز الحميد على بصيرة من الله؛ البيان الحق للقرآن المجيد. فاشكروا يا أحبابي لرضوان الله، فيبدو أنكم لم تقرأوا بيانات الإمام المهدي إلا قليلًا، فاسألوا الراسخين في العلم عن البيانات يأتوا لكم بالجواب لسؤالكم من بحر بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني


.jpg)





.jpeg)
.jpeg)