الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
28 - 09 - 1433 هـ
16 - 08 - 2012 م
10:19 صباحًا
(الرد المفحم بالحق من الإمام لعمرو)
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلاة المغفرة والسلام على جميع أنبياء الله وآلهم، ومن تبعهم، وجميع المسلمين المستسلمين لربهم إلى يوم الدين، وبعد هذا:
سلام الله ورحمته وبركاته عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، (أتمنى) كل عام وأنتم وجميع المسلمين صالحين وثابتين على الحق، يا ربنا آمين.
أما بالنسبة لعمرو، فإني أراه يجادل الأنصار بأبناء إسرائيل الذين طلبوا من موسى أن يدعو الله، وقال عمرو:
"وأحيلكم إلى قوم موسى الذين نجوا معه وآمنوا به وقالوا: (ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض) وهم مؤمنون، ولم يقل موسى أنتم مشركون لأنكم طلبتم الدعاء مني!!!"
End of quote
The the Awaited Mahdi replies to A’mro and I say: O A’mro, indeed those who call on Moses with Allah to pray for supplication are people do not (use their mind to) reason, and I will prove to you that they are a people who do not understand, so how indeed Allah split the sea into two halves to make the middle of the sea a dry road for them to save them from pharaoh and his soldiers until when He saved them they gone forth to the security of land they found a people who were devoted on worshiping idols, so they said to their prophet Moses prayer of forgiveness and peace be upon him: Make a god for us as they have god. So do you see that they valued their Lord as His value ought to be? And Allah the Most High said: {And We took the Children of Israel across the sea. Then they came to a people who were devoted to their idols. They said: O Moses, make for us a god as they have gods. He said: Surely you are an ignorant people!
صدق الله العظيم [الأعراف] 7: 138
وهم أنفسهم الذين قالوا: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ.
صدق الله العظيم [البقرة] 2:61
فهل تراهم قوماً مهتدين يا عمرو؟ اتقِ الله وحده لا شريك له، فوالله لا يجوز أن تدعو أحداً مع الله فتقول: يا فلان ادعُ لنا. تصديقاً لقول الله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ
صدق الله العظيم [النمل] 27:62
وقال الله تعالى: فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
صدق الله العظيم [الجن] 72:18
وقال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
صدق الله العظيم [غافر] 40:60
إنَّ الذين يدعون مع الله عباده ليدعوا لهم ربهم فصلاتهم لفي ضلال مبين سواء في الحياة الدنيا أو يوم يقوم الناس لرب العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا
صدق الله العظيم [الإسراء] 17:72
يا عمرو، ما بالك تفتي في الدعاء بأنه يجوز أن تقول: يا فلان ادعُ الله لي؟ يا سبحان الله، ومن الذي منعه أن يدعو ربه، فالله لم يشترط في الدعاء إلا أن يدعوه مخلصين له الدين دون أن يشركوا بالله في الدعاء فيستجيب لهم. تصديقاً لقول الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...
صدق الله العظيم [غافر] 40:60
وحتى لو كانوا كافرين ثم دعوا ربهم مخلصين له وحده في الدعاء دون إشراك في الدعاء لاستجاب الله لدعائهم. تصديقاً لقول الله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ
صدق الله العظيم [العنكبوت] 29:65
وسبب استجابة الله لدعاء الكافرين؛ هو توفر شرط الاستجابة للدعاء وهو الإخلاص المطلق للرب في الدعاء، ولم يشركوا أحداً من عباده (معه) في الدعاء. وقال الله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ
صدق الله العظيم [العنكبوت: 29:65]
And the reason of responding to the call of the disbelievers is the fact been provided in their hearts the condition of answering the supplication-call: {being sincere in their faith (obedience) to Him} Confirming with the word of Allah the Most High: He is the Living, there is no God but He; so call on Him, being sincere to Him in your faith (obedience). Praise be to Allah, the Lord of the worlds!
صدق الله العظيم [غافر: 40:65]
فما بالكم يا عمرو تدعون إلى الشرك بالله ظلمًا؟ فمن منا أهدى سبيلًا؟ أمن يأمر الناس أن يدعوا ربهم ولا يشركوا به أحدًا في الدعاء ليكون وسيطًا لهم عند ربهم، سبحانه؟!! إنّي والله الذي لا إله إلا هو إنّ دعاء من يدعون ربهم من خلال عباده، فيقولون: "يا فلان ادع الله لنا". إنّ دعاءهم (يضل) في ضلال مبين، كدعاء أهل النار لخزنة جهنم أن يدعوا الله أن يخفف عنهم العذاب ليوم واحد. وقال الله تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)
صدق الله العظيم [غافر: 40: 49-50]
هل دعاؤهم هذا على طريق الحق؟ لا، وربي، إن دعاءهم في ضلال مبين لحقيقة أنهم يدعون عباده من دونه ليدعوا ربهم لهم ليخفف عنهم العذاب ليوم واحد. ولهذا ردت عليهم ملائكة الرحمن: قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ.
صدق الله العظيم [غافر: 40:50]
بمعنى ادعوا الله وحده، ولا تدعوا معه أحدًا فتتخذوهم وسطاء بينكم وبين ربكم، سبحانه، ولهذا تجد التعليق على دعائهم لربهم من خلال التوسل بعباده أن يدعوا الله لهم ليخفف عنهم يومًا من العذاب، ولهذا قال الله تعالى: قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) صدق الله العظيم
يا قوم، ما بالكم تدعون مع الله أحدًا فتخرجون الناس من النور إلى الظلمات؟ ولكني الإمام المهدي، أرسلني الله لأخرج الناس من الظلمات إلى النور إلى صراط العزيز الحميد، بالبيان الحق للقرآن المجيد. تصديقًا لقول الله تعالى: الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)
صدق الله العظيم [إبراهيم: 14: 1-3]
يا أخي الكريم، إن استغفار الناس لبعضهم البعض إنما يكون عند التعدي في حق الله وفي حق أحد عباده، فهنا يأتي المسلم إلى من تعدى في حقه راجيًا منه أن يسامحه ليغفر الله له، وهو خير الغافرين. أما عندما يكون التعدي في حق الله وحده؛ فعليهم أن يستغفروا الله وحده. تصديقًا لقول الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
صدق الله العظيم [النساء: 4: 64:65]
وحقيقة أولئك الذين يؤذون النبي فيتكلمون عليه في غيابه ويصدون (الآخرين) عنه وعن الاحتكام إليه وإلى حكم الله. وقال الله تعالى: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
صدق الله العظيم [التوبة: 9:61]
ويعنون بقولهم: ...هو أذن. بمعنى: سنقسم بالله له وسيصدق أننا لم نصد (الآخرين) عنه، ولم نقل إلا الحق عنه، ولهذا رد الله على قولهم: ...قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم.
صدق الله العظيم
وكذلك كمثال أبناء يعقوب -صلوات الاستغفار والسلام عليه- الذين ألحقوا بأبيهم ضررًا كبيرًا حتى ابيضت عيناه (فقد بصره) من الحزن على يوسف، ولهذا قالوا: قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)
صدق الله العظيم [يوسف] 12:97-98
وماذا سيقول نبي الله يعقوب؟ (يا ربنا، لقد عفوت عنهم، إنك أنت الغفور الرحيم) ثم يغفر الله لهم. فليس يعقوب ولا نبي الله يعقوب أكرم من ربه الذي يغفر لهم أذاهم وظلمهم لأبيهم، بل ربي هو خير الغافرين. كما يوسف الذي أساؤوا إليه. قال الله تعالى: قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)
صدق الله العظيم [يوسف] 12:89-92
وهنا يجوز طلب المغفرة من المظلوم في حقه، فيطلب الظالم منه العفو والمغفرة، وحتى لو عفا المظلوم عن الظالم فإنه ليس أكرم من الله، فهنا يغفر الله لهم، وهو خير الغافرين. أما عندما يذهب المذنب إلى شخص لم يخطئ في حقه ثم يطلب منه الدعاء والمغفرة، فإن ذلك شرك بالله ودعاء في ضلال مبين. تصديقًا لقول الله تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)
Truthful Allah the Great [Ghãfer] 40:49-50
So do not alter Allah’s word out of its True places in the word of Allah the Most High: They said: Yes. They said: Then pray. And the prayer of the disbelievers goes only astray.(50)}Truthful Allah the Great, and what is the supplication-prayer of the disbelievers? Surely you find the answer in the decisive Book: {And those in the Fire said to the guards of hell: Pray to your Lord to lighten our chastisement for a day.
صدق الله العظيم [غافر] 40:49
ثم انظر إلى الرد بالحق: قالوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) صدق الله العظيم.
مما يعني أن تدعوا الله وحده، ولا تدعوا معه أحدًا من عباده سواه ليدعو الله (دعاءً) لكم، فذلك الدعاء في ضلال مبين، ولكن الكافرين لم يفهموا نصيحة ملائكة الرحمن كما لم يفهم الذين خلطوا إيمانهم بظلم نصيحة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
أما استدلالك بأن الكافرين دعوا الله في قول الله تعالى: أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)
صدق الله العظيم [المؤمنون] 23:105-108
ويقول عمرو: "ألا ترى يا ناصر اليماني أن أصحاب النار دعوا الله فلم يستجب لهم؟ انظر إلى رد الله عليهم: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) صدق الله العظيم".
ثم يرد صاحب علم الكتاب بالقول السديد على عمرو وأقول: يا عمرو لم يقولوا: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
صدق الله العظيم [الأعراف] 7:23؛
بل قالوا: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾
صدق الله العظيم [المؤمنون: 107]
إنّهم يريدون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحًا وليتبعوا الحقّ من ربّهم، وقالوا: ﴿فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾ [المؤمنون: 107]، فليس هذا هو الدّعاء الحقّ يا عمرو، إنّهم ليوقنون في أنفسهم يقينًا لا شكّ ولا ريب فيه أنّ الله لو أعادهم إلى الدنيا فلن يعودوا إلى ما نهاهم الله عنه أبدًا وأنّهم سوف يتّبعون رضوانه، وكأنّ الهُدى هُداهم! إنّهم لا يعلمون أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾﴾
صدق الله العظيم [الأنعام: 27-28]
ولكن يا عمرو انظر إلى دعاء الكافرين الذين ماتوا قبل إرسال الرسل إلى قومهم، انظر إلى دعائهم بالحقّ: ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾﴾
صدق الله العظيم [الأعراف: 46-47]
ثم انظر إلى الدّعاء الحقّ يا عمرو: ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
صدق الله العظيم [الأعراف: 47]
And look at the response to the True prayer: {Enter the Garden; you have no fear, nor shall you grieve.}
صدق الله العظيم [الأعراف: 49]
The fact they are acknowledging in themselves that the believers only entered the heavenly-garden with Allah’s mercy, and they despise who made the people despair from Allah’s mercy, and they said: {Are these they about whom you swore that Allah would not bestow mercy on them? Enter the Garden; you have no fear, nor shall you grieve.
صدق الله العظيم [الأعراف: 49]
وإنّما ناداهم الله من وراء الحجاب، فقال لأصحاب الأعراف: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ صدق الله العظيم. فالحقيقة أنّهم دعوا الله ألّا يجعلهم مع أهل النار. وقال الله تعالى: ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
صدق الله العظيم [الأعراف: 47]
أمّا دعاء الكافرين الذين يئسوا من رحمة الله، فإنّ الله لم يستجب لهم لأنّهم يعتقدون أنّهم لن يدخلوا الجنّة إلا بأعمالهم، ولذلك يطلبون من ربّهم أن يعيدهم إلى الحياة الدنيا ليعملوا غير ما كانوا يعملون، ولكن قامت عليهم الحجّة بتلاوة وحي الله في كتابه المحكم، فأعرضوا عن الحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾﴾
صدق الله العظيم [المؤمنون: 105-108]
والله يا عمرو إنّك لتحرّف كلام الله عن مواضعه بتحريف تفسيره الحقّ، فاتّقِ الله وكن من الشاكرين، ولا تتّبع أقوال الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، إنّي لكم نذير مبين. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين...
وفي ختام هذا البيان أقول لك كما قال المؤمن من آل فرعون -صلوات ربي وسلامه عليه- من ربّه، قال: ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾﴾
صدق الله العظيم [غافر: 42-44]
عبد الله وخليفته؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني



.jpg)

.jpeg)

.jpeg)